Insights & News

INSIGHTS & NEWS

المملكة العربية السعودية: ريادة التغير وتسريع التحول الرقمي

تُعد المملكة العربية السعودية نموذجًا ملهمًا في التحول الاقتصادي والتقني، حيث تعمل على تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الطموحة، التي أحدثت نقلة نوعية في مكانتها العالمية. ومن خلال استراتيجيات مدروسة وأهداف واضحة، تمكنت المملكة من إرساء دعائم اقتصاد رقمي قوي يعتمد على الابتكار والشمولية، مع التركيز على تطوير قطاع التقنيات المالية الذي يُعد ركيزة أساسية للنمو والتقدم في هذا المجال.

إلى جانب رؤيتها الطموحة، تميزت المملكة بإطلاق مبادرات نوعية تُسرّع من وتيرة التحول الرقمي وتُعزز التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومن أبرز هذه المبادرات، برنامج تطوير القطاع المالي، الذي يُمثل حجر الأساس في بناء بيئة مالية متقدمة تدعم القطاع الخاص وتمكّن الأفراد والشركات.

في هذا المقال، نسلط الضوء على النقاط المحورية في رحلة التحول الرقمي للمملكة، مع التركيز على النمو الكبير في قطاع التقنيات المالية والفرص التي يقدمها هذا القطاع، من إنشاء صناديق استثمارية مبتكرة مثل 1957 فنتشرز، إلى تبني تقنيات جديدة وتطوير شراكات استراتيجية تُسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية الطموحة.

رؤية 2030 وبرنامج تطوير القطاع المالي: مسار متكامل للتحول الرقمي  

تقدم رؤية 2030 خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق تحول جذري في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على تعزيز الابتكار وتطوير البنية التحتية الرقمية. وقد نجحت المملكة في استقطاب استثمارات ضخمة، حيث حصلت على ما يعادل 58% من جميع رؤوس الأموال الاستثمارية في قطاع التقنيات المالية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2023، مما يعكس الثقة في المناخ الاستثماري في المملكة.
وفقًا للتوقعات، من المنتظر أن تصل القيمة السوقية لقطاع التقنيات المالية في السعودية إلى 2.4 مليار دولار بحلول عام 2029، والذي يفتح آفاقًا جديدة للابتكار المالي ويُعزز من مكانة المملكة كمركز عالمي للتقنيات الرقمية.
ويعتمد برنامج تطوير القطاع المالي على خطط استراتيجية واضحة تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • تعزيز الابتكار المالي: دعم تطوير حلول مالية مبتكرة تُسهم في تسهيل العمليات وزيادة كفاءة الخدمات.
  • دعم الشمول المالي: تمكين مختلف شرائح المجتمع من الوصول إلى الخدمات المالية بسهولة ويسر.
  • تمكين الأفراد والشركات: توفير بيئة تنظيمية تدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة.
  • تسريع التحول الرقمي: تسخير التقنيات الحديثة لتعزيز الأداء المالي ورفع كفاءة القطاعات الاقتصادية.

 

 1957 فنتشرز: جسر الابتكار المالي

 

ضمن الجهود المستمرة لتعزيز قطاع التقنيات المالية، أطلقت الرياض المالية صندوق 1957 فنتشرز بدعم كامل من بنك الرياض، التي تُعد إحدى الخطوات الرائدة في بناء منظومة مالية مبتكرة تدعم الشركات الناشئة وتُعزز الاقتصاد الرقمي والتي تقدم:
صندوق استثمار مغلق بقيمة تتجاوز 800 مليون ريال سعودي (213 مليون دولار) لدعم الابتكار وتطوير المشاريع الناشئة.
إطلاق شركة 1957 فنتشرز في بناء المشاريع تعمل على تمكين الشركات الناشئة من خلال توفير التمويل والخبرات التقنية.
خطط لإنشاء شركات تقنية ناشئة خلال السنوات الأربع القادمة، بهدف تحقيق عوائد مالية مستدامة وتطوير المتقدر في مجال التقنيات المالية والتقنيات الناشئة.
وتسعى 1957 فنتشرز إلى تقديم منظومة دعم شاملة تشمل التمويل، التوجيه، والخبرة التقنية، لضمان نجاح الشركات الناشئة في مواجهة التحديات وتحقيق النمو.

فرص الاستثمار والنمو في قطاع التقنيات المالية

شهد قطاع التقنيات المالية في المملكة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت قيمة الاستثمارات بشكل كبير:
– في عام 2021: بلغت قيمة الاستثمارات 91 مليون دولار.
– في عام 2022: قفزت الاستثمارات إلى 239 مليون دولار.
– في عام 2023: سجل القطاع استثمارات ضخمة بلغت 790 مليون دولار، ما يعكس زيادة بنسبة ستة أضعاف مقارنة بعام 2021.

هذه الزيادة الهائلة في الاستثمارات تُبرز جاذبية السوق السعودي، وتفتح الباب أمام الشركات المحلية والعالمية للاستفادة من الفرص الواعدة في هذا المجال، بما في ذلك حلول الدفع الرقمي، والخدمات المصرفية المفتوحة، وتقنيات البلوكتشين.

 التقنيات الناشئة والشراكات الاستراتيجية

تبنّت المملكة العربية السعودية تقنيات مالية متطورة تُسهم في إعادة تشكيل مستقبل القطاع المالي. ومن بين هذه التقنيات:

  • البلوكتشين: تقنية حديثة تُسهم في تحسين الشفافية وتقليل التكاليف في العمليات المالية.
  • الخدمات المصرفية المفتوحة: مبادرة تُعزز من الشمولية وتوفر خدمات مالية مخصصة وفق احتياجات العملاء.
  • الشراكات بين الشركات الناشئة والبنوك الكبرى: تعاون يُسهم في تسريع الابتكار وتقديم حلول مالية متميزة.

هذه الجهود تدعم بناء نظام بيئي مالي متكامل، يعزز من تنافسية السوق السعودي ويضع المملكة في مقدمة الدول الرائدة في التقنيات المالية.

التحديات والدعم الحكومي المستمر

بالرغم من الفرص الواعدة، تواجه الشركات الناشئة في قطاع التقنيات المالية تحديات تتعلق بالتوسع، والابتكار، والتعامل مع البيئة التنظيمية. وللتغلب على هذه العقبات، تعمل المملكة على تقديم دعم مستمر يشمل:

  • إنشاء مراكز ابتكار متخصصة تُركز على تطوير الحلول التقنية الحديثة.
  • إطلاق برامج تسريع الأعمال لدعم الشركات الناشئة ومساعدتها على النمو.
  • وضع أطر تنظيمية فعالة تُسهم في تحقيق توازن بين الابتكار وحماية السوق.

يمثل قطاع التقنيات المالية في المملكة ركن أساس في تحقيق التحول الاقتصادي ضمن رؤية 2030. ومع الدعم الحكومي المستمر، والاستثمارات المتزايدة، والشراكات الاستراتيجية، يتجه القطاع نحو مستقبل اقتصادي مزدهر. ومن المتوقع أن يكون لهذا القطاع دور محوري في تعزيز مكانة المملكة كقوة اقتصادية عالمية، ووجهة مفضلة للمبتكرين والمستثمرين.

 

1957ventures